جمعت لك في هذا المقال أربع عشرة خطوة بسيطة ليتكوّن في النهاية بين يديك جدولاً مثالياً للمذاكرة تضعه منذ بداية الفصل الدراسي مرة واحدة بحيث يحوي تقسيم أوقات المذاكرة والدوام والنشاطات الاجتماعية الأخرى دون أن يفوتك وقت الدراسة…
الخطوة الأولى والمهمة هي شراء جدول أو تقويم كبير بحيث يحوي فراغات كبيرة أو مربعات لكتابة ما عليك كل يوم بشكل واضح ومريح لك، الأفضل أيضاً أن تحوي تقسيم لساعات اليوم بحيث يساعد أكثر على كتابة كل ما عليك في اليوم من دروس ونشاطات.
بداية قم بإضافة كل المواعيد الثابتة على الجدول مثل مواعيد الامتحانات، أو مواعيد الدورات التدريبية، المحاضرات المهمة التي تحضرها، النشاطات الرياضية أو الأعمال الإضافية التي تقوم بها لو كنت ملتزم بعمل، أوقات تسليم المشاريع أو حلقات البحث لو كان عندك شيء كهذا في الجامعة.
الخطوة السابقة تساعد في تحديد الأولويات التي عليك التركيز عليها في البداية كي لا تلتفت لدراسة مواد الامتحانات النهائية مثلاً وتجد أن وقت تقديم مشروع نهاية العام قد فاتك أو لم يعد كافياً للقيام به، بالتالي سيكون لديك فكرة جيدة عما عليك القيام به أولاً بأول.
هذا الجدول ليس كتاباً مقدساً لا يمكن التعديل عليه، لذلك استعمل دوماً القلم الرصاص في تحديد أوقات الدراسة وأوقات النشاطات الأخرى كي لا تشعر أن هذا الجدول سيف مسلط عليك بل هو عبارة عن أداة مساعدة لك في الدراسة وتنظيم الوقت.
اجعل الجدول الذي تقوم بكتابته مرناً يحوي على فراغات ومكتوب بطريقة قابلة للتعديل، بحيث لا تضبط ساعات يومك بمواعيد مثل مواعيد الطبيب، بل اجعل الجدول عبارة عن تقسيم لأوقات يومك مثل الطريقة الآتية كمثال:
ويمكن جعل التقسيمات أصغر بحيث تشمل كل ثلاث ساعات وذلك حسبما يناسبك.
لخلق عادات دراسية إيجابية، من الأفضل جعل وقت الدراسة ثابت بشكل يومي في البرنامج حسبما يناسبك، قد تكون ساعات المساء أو الفجر أو الصباح.
دائماً كانوا يقولون لنا (العقل السليم في الجسم السليم) لا تستهن بهذه العبارة فهي صحيحة تماماً لذلك ضع في اعتبارك دائماً أهمية تناول وجبات متوازنة وصحية، فلا تعتبر وقت الفطور أو الغداء هو مجرد إضاعة للوقت، بل هو الوقود الذي سيساعد دماغك على الاحتفاظ بالمعلومات والبقاء نشطاً أثناء الدراسة.
من المهم جداً أن تجلس ساعات الدراسة في مكان بعيد عن الملهيات والمشتتات الذهنية والمقاطعات التي تقلل نسبة تركيزك أثناء المذاكرة، وهذه بعض الشروط التي يجب أن تتوافر في مكان الدراسة:
لا تجلس أكثر من ساعتين متواصلتين للدراسة، بل اجعل بين كل فترة لا تتعدّى ساعة ونصف مدة استراحة نصف ساعة، أو كل ساعة دراسة خمس دقايق استراحة لتساعدك في استعادة نشاطك وإراحة جسدك من عناء الجلوس المتواصل الذي قد يسبب آلام في الظهر والرقبة بعد فترة.
فترة الاستراحة بين جلسات الدراسة استغلها لاستعادة نشاطك وذلك من خلال تناول وجبات مليئة بالطاقة مثل المكسرات أو الخضراوات أو مشروبات منشطة بشكل معتدل، ربما تستغل هذه الفترة للسير قليلاً في الخارج أو إجراء مكالمات أو حتى تفقد حساب فيسبوك أو رسائل واتساب.
لا تجعل الجدول مملاً ومحبطاً عندما تنظر إليه، بل اجعله لوحة فنية تشجعك على المذاكرة وتبعث في نفسك الراحة والبهجة، يمكنك استخدام ألوان مختلفة لكل نشاط بحيث تميز أوقات المحاضرات بلون والامتحانات بلون آخر حسب المادة وهكذا يتشكل لديك جدول يزين غرفتك وليس فقط يساعدك على الدراسة.
دائماً لا تملأ الجدول بشكل نهائي فبعض الأنشطة الاجتماعية لا تعرفها قبل أوانها وبالتالي ستكون بالنسبة لك مشكلة تجعلك تقوم بها على حساب أمور أخرى لذلك حاول دائماً ترك مكان فارغ في الجدول لحالات الطوارئ التي لا تقوم بعمل حساب لها.
أنا من النوع الذي يصعب عليه الدراسة ليلاً أو في الفجر عند الصباح الباكر، لذلك كانت أوقات دراستي المركزة خلال فترات النهار والمساء، بالمقابل زميلتي كانت من النوع الذي يفضل الدراسة ليلاً أي ابتداءً من بعد منتصف الليل حتى الفجر…
لكل شخص أوقات تناسبه للدراسة حسب ظروفه المنزلية وأوقات نشاطه العقلي الأعلى لذلك عليك أن تعرف نفسك جيداً وتضعها على الجدول حسبما يناسبك.
من المهم أن تكافئ نفسك بين الحين والآخر على التزامك بالجدول، يمكنك عمل نظام مكافآت خاص بك بحيث تضع مكافأة للالتزام خلال شهر وأخرى للالتزام خلال الفصل الدراسي الأول مثلاً وتتنوع المكافآت من معنوية مثل الخروج للتنزه مع أصدقاءك أو مادية كشراء هدية لنفسك.